5 طرق ذكية لتمويل مشروع جديد (أو عمل إضافي)
ملاحظة المحرر: هذه المقالة مشاركةٌ من أحد الضيوف، وهي جنيفر مكدرموت، المدافعة عن حقوق المستهلك بموقع finder.com
إذا كنت تفكر في خوض غمار مشروعٍ جديد، فهنيئًا لك! فستقضي دون أدنى شكٍ وقتًا ممتعًا في ذلك، ولكنه سيجلب عليك بعض التوتر والإرهاق. لعلّ جدول أعمالك يعجّ بالمهام التي عليك القيام بها، ولكن تأتي على رأس أولوياتك الطريقة التي ستلجأ إليها لتمويل مشروعك الجديدة.
ومن البديهي أن تكون هذه الناحية الأصعب عند الانطلاق في مشروعٍ جديدٍ أو عمل إضافي، ولذلك فحريّ بك أن تتحلّى بالذكاء في هذا الشأن. ثمّة عدد من خيارات التمويل التي يمكنك الانتقاء منه، ولكنك ستحصل على وجه العموم على توليفةٍ متضافرةٍ منها، ولا سيما عندما يبدأ مشروعك الجديد بالإقلاع.
ولكلٍّ من هذه الخيارات إيجابياته وسلبياته، بدءًا من الخيارات التقليدية ووصولاً إلى مهارات التفكير خارج الصندوق. وإليك خمس طرقٍ شائعةٍ لتمويل الأعمال التجارية:
- التمويل الذاتي
ربّما يكون من المحبط أن تضخّ مدّخراتك التي اكتسبتها بشقّ الأنفس في تمويل المشروع الجديد، ولكن معظم الشركات الناشئة كانت يومًا ما ثمرةً للتمويل الذاتي. ومن شأن استغراق وقتٍ طويلٍ لتجميع المدخرات قبل إطلاق المشروع مساعدتك في صياغة شركتك الجديدة بأفضل شكلٍ ممكن. وإضافةً إلى ذلك، ستحظى من خلال استثمار رأس مالك الخاص بقدرة كاملة على السيطرة على العمليات، بعكس ما يقوم به المموّلون الأثرياء أو المستثمرون الرأسماليون الذين قد يرغبون بأن تكون لهم كلمة الفصل في كيفية إدارة الأمور.
ومن أروع قصص النجاح الممولة ذاتيًا قصة شركةٍ صغيرةٍ اسمها فيسبوك. يعدّ فيسبوك اليوم أكبر منصات التواصل الاجتماعي في العالم، وذلك على الرغم من انطلاقته المتواضعة في غرفةٍ صغيرةٍ ضمن سكن جامعة هارفارد على يد طالبٍ يدعى مارك زوكربيرج. وعلى الرغم من أن الموقع لم يحظَ باستثماره الأول إلا في شهر حزيران / يونيو من عام 2004 (من السيد بيتر ثايل، المؤسس المشارك لموقع PayPal)، إلا أنه كان يدار لسنوات من خلال تمويلٍ شحيح من طالبٍ واحد.
- القروض الشخصية
تعدّ القروض الشخصية خيارًا رائعًا إن كنت لا تزال في بدايتك الأولى، ولا سيما أن القروض التجارية لا تعطى في الغالب إلا لمن حاز على ملاءةٍ تجاريةٍ جيدة. ومن الصعب أن تمنح لأولئك المبتدئين. يقدّم بعض المقرضين قروضًا يمكنك استخدامها على النحو الذي تراه مناسبًا (لشركتك الجديدة مثلاً)، وهي تعطى على بياض، أي أنك لست مضطرًا لتقديم ضمانٍ للسداد.
ولكن الجانب السلبي منها أن معظم المقرضين لا يدفعون مبالغ تزيد عن 40000 دولار أمريكي، وبالتالي ستبقى مقيدًا بهذا المبلغ. ولكن الجانب الإيجابي أنك تستطيع في معظم الأحيان الحصول على التمويل في غضون أقل من أسبوع. تحقق من خياراتك وقارنها لتعرف القرضالذي يلبّي غرضك على النحو الأفضل. وتذكر دائمًا اعتماد خطةٍ ناجعةٍ لسداد قيمة القرض واجعل منها جزءًا من خطة عملك.
- الاقتراض من الأصدقاء والعائلة
يعدّ اللجوء إلى مصرف الأصدقاء والعائلة طريقةً شائعةً جدًا بين أوساط أصحاب المشروعات للحصول على مبلغ التمويل الأول. ففي نهاية الأمر، لا بدّ أنك على علاقةٍ وثيقةٍ مع أولئك الأشخاص، ولن تحتاج إلى الكثير من الجهد للبحث عنهم وإيجادهم. فالأستراليان ميك كانون بروكس وسكوت فاركهار أطلقا شركة Atlassian للبرمجيات من خلال بطاقة ائتمانية رصيدها 10000 دولار أمريكي ومن أموال جمعها من العائلة والأصدقاء المقربين.
ولكن لهذا الأمر سلبياته. ففي بعض الأحيان، ينبغي عدم الخلط بين العمل والحياة الشخصية. وعليك أن تتحقق من وجود قواعد صارمة في هذا الشأن وألا تتجاوزها. وفضلاً عن ذلك، لا يحظى الأقارب والأصدقاء بنفس القدر من نفوذ شركات التمويل والمستثمرين الممولين الأثرياء، ولذلك فلن يستطيعوا تقديم مجموعة الميزات الأخرى التي تقدمها الجهات الممولة.
- العمل الاستشاري أو الحر
يعدّ هذا الخيار أكثر أمانًا بكثيرٍ بالنسبة لأصحاب الأعمال الوليدة الذين لا يريدون التخلّي عما ادخروه من دخل، ولكنه لا يخلو بالطبع من بعض المحاذير. إن العمل الاستشاري أو العمل الحرّ حتى طريقةٌ جيدةٌ لمتابعة تجميع الدخل. ولكنه مختلف عن التمويل الذاتي بالكامل. يمكنك الانطلاق بصيغة شركة استشارية لتكسب العملاء والإيراد النقدي، ومن ثم تحوّل مشروعك ببطءٍ إلى شركة للمنتجات.
لا أقصد من خلال “شركة المنتجات” إلى شركة تبيع المنتجات المادية فحسب. فمن خلال العمل الحر أو تقديم الاستشارات، فإنك تؤدي عملاً مخصصًا لكل عميل. أما المنتج، فهو شيء واحد تبيعه إلى عددٍ كبيرٍ من الأشخاص. وهنا يكمن الفرق بين إدارة عملٍ تجاريٍ وبين تأسيس شركة: إنها القدرة على مواءمة حجم العمل.
وعلى الرغم من الأمان الذي ينضوي عليه هذا الخيار، وذلك من حيث توفيره لتدفق ثابتٍ من رأس المال خلال مرحلة التحوّل البطيء، بيد أن هامشه منخفض، وهو يستلزم منك العمل بجدٍ لتخطي حدودك وعدم الركون إلى كونك شركةً استشاريةً فحسب.
- التمويل الجماعي
تستغل منصات التمويل الجماعي من قبيلKickstarter أو Indiegogo قوة شبكة الإنترنت في العثور على أشخاص يدعمون فكرتك، وذلك من خلال تقديم مبالغ مالية صغيرة على وجه العموم. وقد شهدنا في هذا السياق شركات ناشئةً تطلق حملةً ناجحةً تعود عليها برأس مالٍ كافٍ للبدء في العمل ومن ثمّ المتابعة للحصول على مبالغ إضافية من رأس المال الاستثماري هذا. وهذه الطريقة ناجعةٌ بالتأكيد لتحظى بالظهور، فهي تؤدي دورًا دعائيًا في الوقت نفسه. فمنتج BauBax، وهو معطف يأتي مع ملحقاتٍ كوسادة الرقبة وقناع العينين، جنى إيراداتٍ تفوق 9 ملايين دولار من خلال مساهماتٍ من 45000 شخصٍ فقط.. وهذا يوضح النجاح الهائل الذي قد تثمر عنه أفكار بسيطة، ولكن حملاتٍ كثيرةً أخرى تطلق كل يومٍ دون أن تحقق هدفها.
انطلق في طريق نجاحك
لم أتطرق كثيرًا إلى شركات التمويل الاستثماري أو المستثمرين الممولين، ولكن هناك الكثير من المصادر لمن يودّ سلوك هذين الطريقين. ويميل هذان الخياران أيضًا إلى ملاءمة الأشخاص الذين يحتاجون إلى رؤوس أموال كبيرة لضخها في مشروعٍ جديدٍ واحد، وليس لمشروعٍ يطلقه شخص واحد فحسب.
وأهم ما في الأمر أن تقيّم أولوياتك. فكّر في الفائدة التي ستترتب عن حصولك على القرض، وفي الوقت الممنوح إليك لاستخدام التمويل الذي تتلقاه، وحتى في مدى السيطرة الذي عليه منحه لمستثمرين محددين في شركتك. وتذكر أن الذكاء والحذر منذ البداية يمكن أن ينجياك على المدى الطويل.
جنيفر مكدرموت المدافعة عن حقوق المستهلك في موقع مقارنة مصادر التمويل الشخصي finder.com. تملك جنيفر خبرةً تزيد عن 12 عامًا في مجال عملها، حيث عكفت على تحليل اتجاهات المستهلكين في ميادين السفر ونمط الحياة والتمويل. وهي تهوى الكشف عن نتائج وقضايا مثيرة للاهتمام بغرض مساعدة الأشخاص في شق طريقهم نحو عقد صفقات أفضل.