إذا كنت تقضي وقتك كله في البحث عن عملك التالي، فأنت تجلب لنفسك الضرر من حيث لا تدري. وبدلاً من ذلك، وجّه جزءًا من جهودك نحو تعلم مهارات جديدة من شأنها أن تسوّق لك أكثر وتزيد من خبرتك.
لنأخذ مهارات الفيديو على سبيل المثال.
حتى إذا كان تركيزك بمثابة عامل مستقل ينصب على الكتابة (أو التصميم أو أي شيء من ذلك القبيل)، فإن إضافة إنتاج الفيديو إلى سيرتك الذاتية سيعود عليك بكثير من الفوائد. وسنسرد فيما يلي أسبابًا تجعلك تتشوق لتحسين مهارات الفيديو لديك.
هل تعلم أن مشاهدات الفيديو على موقع Youtube تتعدى 500 مليون ساعة في اليوم الواحد؟ أضف إليه الزمن الذي يُنفق على مشاهدة الفيديو على مواقع Facebook و Instagram وغيرهما من منصات التواصل الاجتماعي.
ومع تزايد استخدام الإنترنت على الأجهزة المحمولة، شهدنا زيادة غير مسبوقة في عدد الأشخاص الذين يستهلكون تسجيلات الفيديو بكافة أنواعها بواسطة أجهزة متنوعة وعلى آلاف المواقع والمنصات الاجتماعية. وإن الإحجام عن إعداد تسجيلات الفيديو رغم كل ما تحظى به من شعبية ما هو إلا ضرب من ضروب السخافة. وبمثابتك عاملاً مستقلاً، فإن عليك أن تولي اهتمامًا لما يحدث في عالم المحتوى وتستغله لمنفعتك الشخصية.
كيف تحبّ أن تستهلك المحتوى؟ قد تعجبك قراءة مدوّناتٍ مكتوبةٍ كهذه، أو ربّما تفضّل الاستماع إلى المدوّنات الصوتية، أو لعلّك تفضّل مشاهدة الفيديو. يختلف الأشخاص في الطريقة التي يحبون أن يتفاعلوا بها مع المحتوى. فإذا كان المحتوى الذي تكتبه هو المدونات، فمن شأن إضافة منشورات الفيديو سيجذب إليك المزيد من الأشخاص.
يعدّ دمج أنواع متعددة من المحتويات التي تنشرها وسيلة ممتازة للحفاظ على اهتمام المشتركين بمدونتك. هناك الكثير من منشورات الـ 500 كلمة المتاحة ليقرأها الناس قبل أن يولّوا مدبرين. ولكنك إذا نشرت لقاءً مصوّرًا، فستضفي شيئًا من المتعة وتجعل منشورك يبرز من بين المنشورات الأخرى.
لنعترف بالتالي: في المرة الأخيرة التي أردت فيها تعلّم عَمَل شيءٍ ما (كصنع معجونٍ لاصقٍ دون غراء) ذهبت إلى Youtube.. ولذلك سبب وجيه. فموقع Youtube غنيّ بآلاف الخبراء الذين سيسرّهم عرض كيفية عَمَل شيءٍ بالمجان أمام المشاهدين. فماذا يكسبون من وراء ذلك يا ترى؟ إنهم يؤسسون ريادتهم الفكرية في هذا المجال. فكلما ازداد عدد المشاهدات، ازدادت إمكانية اجتذاب المزيد من المتابعين، ويمكن تحويل هذه المشاهدات إلى عملٍ مربح.
لنقل إنك مصور فوتوغرافي. يمكنك إنشاء سلسلة من تسجيلات الفيديو لمساعدة أصحاب الشركات على الحصول على صورٍ تلزمهم بسعر رخيص. وبعد ذلك، كلّما زايدت على مشروعٍ لالتقاط صور منتجات، يمكنك توجيه العملاء المحتملين إلى قناة YouTube خاصتك. فإذا كانوا يسعون أصلاً إلى استئجار مصور فوتوغرافي، فمن المستبعد أن يفكّروا أصلاً في إنجاز المشروع بأنفسهم، ولكنّ مبادرتك إلى مشاركة تجربتك مع العالم سيثير إعجابهم. وهكذا وعلى حين غرّة، يقع عليك الاختيار في أداء المشروع.
من غير المنطقي أن يركن عاملٌ مستقلٌ في زاويةٍ خفيةٍ في سوق تعجّ بعدد هائلٍ من المنافسين، ولذلك عليك تحيّن الفرص أينما كان ذلك ممكنًا. ولكن إنتاج الفيديو ليس بالشيء البسيط، ولذلك لن يكلّف الجميع أنفسهم في إعداد تسجيلات. ولكنك إذا استغرقت الوقت اللازم لتعلّم أساسيات إنتاج الفيديو، فإنك ستسبق الآخرين بأشواط كثيرة، وستتمكن من إبراز نفسك.
يعدّ هذا أثرًا جانبيًا يحدث دون قصد: فكلّما تحسّنت في إنتاج الفيديو، ازدادت أهليّتك للمنافسة في كسب مشروعات إنتاج الفيديو! فمن خلال تسلّحك بذخيرةٍ من تسجيلات الفيديو التي أعددتها لنفسك وعرضها على العملاء المحتملين، فيمكن أن توسّع عروض خدماتك لتتضمن خدمات الفيديو.
وإن رفع 69% من الشركات لميزانياتها المخصصة لتسويق تسجيلات الفيديو خاصتها تقابله زيادة في فرص العمل المتاحة لمعدّي الفيديو المستقلين. إذًا سارع إلى البحث عن هذه المشاريع!
لا يمكن أن ننكر أن بوسع أي شخصٍ تسجيل الفيديو بواسطة هاتفه المحمول. وليس من الصعب أيضًا نشر تسجيلات الفيديو على موقع Youtube. ولكنك إن بذلت القليل من الجهد في تعلّم كيفية تحرير التسجيلات وتحسينها لتبدو أكثر احترافية، فإني أضمن لك التميّز عن الآخرين وتحقيق المزيد من المشاهدات.
لا أقصد باقتراحي هذا أن تعود إلى الجامعة لدراسة اختصاص إنتاج الفيديو. ولكن هناك مصادر على شبكة الإنترنت (منها ما هو مجاني) من شأنها أن تساعدك في تعزيز مهارات الفيديو لديك في غضون أيام، وليس أشهر.
تستطيع بالتأكيد استئجار مصورٍ لالتقاط تسجيلات الفيديو وتحريرها بالنيابة عنك، ولكنّه لا يملك شخصيتك، ناهيك عن أن ميزانية عملك المستقل لن تسمح بذلك. قد يتطلب تعلم إعداد تسجيلات الفيديو خاصتك ونشرها بعض الجهد، ولكن ذلك سيساعد على المدى الطويل في توفير المال الذي حصلت عليه بشقّ الأنفس وسيمنحك مهاراتٍ جديدةً لتتفاخر بها.
فكّر فيما تستطيع فعله بتسجيلٍ مرئيٍ واحد. يمكنك نشره على مدونتك ومن ثم مشاركته على صفحاتك الشخصي في مواقع التواصل الاجتماعي. وبوسعك نشره أيضًا على Youtube وهناك سيعثر عليه أشخاصٌ ما كانوا ليعرفوك لولاه. ومن الخيارات الأخرى أن ترسله بالبريد الإلكتروني إلى جهات الاتصال لديك كي تبقى في دائرة اهتماماتهم.
وبهذا يتضح لك أنه وإن استغرق إعداد تسجيل الفيديو الواحد وقتًا ليس بالقصير، فإن لك الكثير من الاستخدامات التي تستحق ما أنفقته من وقت.
قد يترتّب عن استخدام الكلام المكتوب فحسب لتسوّق لنفسك بمثابة عامل حرٍّ انقطاعٌ بينك وبين جمهورك. فهم في نهاية الأمر لا يستطيعون رؤية وجهك. بيد أن تسجيلات الفيديو يتجلّى فيها الطابع الشخصي. فهي تعبّر عنك أنت يا من تزاود لكسب المشروعات، وبإمكانك استخدامها للتحدث عن خير ما تستطيع فعله. وبهذه الطريقة يتعرّف العملاء المحتملون على شخصيتك ومستوى احترافك. ومن شأن هذا أن يكون العامل الوحيد لاختيارك من بين الآخرين.
وبصفتك عاملاً حرًا يعمل لحسابه الشخصي، فمن مصلحتك الفضلى أن تستفيد باستمرارٍ من أي وسيلةٍ تسويقيةٍ أو قناةٍ مهما كان نوعها لجذب المزيد من الاهتمام. ووسيلتك التسويقية الآن هي الفيديو. ومن شأن استثمار بعض من وقتك وطاقتك في تعلم كيفية إنتاج تسجيلات فيديو ذات جودة احترافية أن يضعك في موقع يتيح لك كسب أعمال لا بأس بها لسنوات قادمة.
يا معشر العاملين المستقلين، احصلوا على مستحقاتكم بسهولة وسرعة مع Payoneer.