يستمر الاتجاه في الاستعانة بمصادر خارجية في الازدهار، الأمر الذي يزود العمال في جميع الدول بفرص غير مسبوقة. وطبقًا لمنظمة أبحاث الدماغ الإحصائية فإن 36 في المائة من المسؤولين الماليين الرئيسيين في الولايات المتحدة يقدمون تقريرًا عن مواقف الاستعانة بمصادر خارجية داخل شركاتهم. وفيما يلي نظرة عن سبب اعتبار العمال في المناطق النائية أمرًا جيدًا لنمو الأعمال التجارية.
تنهمك الشركات التجارية في بعض الأحيان في تكاليف التشغيل، بدءًا بالمصروفات المرتبطة بتشغيل إحدى المنشآت في الموقع وصولاً إلى فوائد التأمين والإجازات المرضية المدفوعة الأجر. ولا يطلب العمال في المناطق النائية هذه الأنواع من الاستثمارات المالية الباهظة. وبالإضافة إلى ذلك، فإن العمال في المناطق النائية لا يحتلون مساحة فعلية في مبنى للمكاتب وبالتالي لا يستهلكون الموارد الموجودة في الموقع مثل عرض النطاق الترددي والكهرباء ولا يطلبون الحصول على أثاث مثل المكاتب والأجهزة الإلكترونية.
عن طريق الاستعانة بالتكنولوجيا، يتعاون العمال عبر البريد الإلكتروني وعن طريق برنامج سكايب (Skype) والوسائل الإلكترونية الأخرى. إن هذا لا يؤدي إلى إيجاد فرص فريدة من نوعها في تحديد جهود الأعمال فحسب، بل أيضًا فتح عالم حرفي قائم على المواهب. فالأعمال التجارية لا تقتصر على مهن توجد في دولة أو مدينة بعينها، وبدلاً من ذلك، فإنها تستفيد من مواهب العمال المتركزة في جميع أنحاء العمال. وتشتمل أسواق العمل الحر على شبكة الإنترنت مثل Upwork وElance وFreelancer.com على ملايين العمل المتوفرين لكل المهارات الممكنة التي يمكن تخيلها.
وطبقًا لدراسة قامت بها كلية الأعمال في جامعة ستانفورد فإن موظفي مراكز الاتصال الذين يعملون من المنزل تفوقوا على أقرانهم في المكاتب بسبب أنهم كانوا يأخذون فترات راحة أقصر وكانوا يستفيدون بشكل أقل من الإجازات المرضية. كما ذكروا مستويات أعلى من السعادة وعادة ما كانوا يتخلون عنها بدرجة أقل. فالإبقاء على عمال الجودة هو أمر هام بغية جعل تكاليف التوظيف والتدريب لدى الشركة منخفضًا. وفي هذه الدراسة، فإن متوسط ما وفره العامل من المنزل للشركة يصل إلى 2,000 دولار تقريبًا، وهو ما يقرب من راتبه السنوي.
ويعد عمال المناطق النائية هم الأكثر (نعم الأكثر) انشغالاً. فقد وجدت الدراسة التي قامت بها جامعة ستانفورد أن عمال المناطق النائية لا يسجلون المزيد من الساعات فحسب، بل إنهم أكثر انشغالاً من أقرانهم في المكاتب. وبشكل خاص، فقد أظهر البحث أن الأشخاص الذين يعملون لبعض الوقت في الأماكن النائية كانوا الأكثر انشغالاً بسبب قدرتهم على الاستمتاع بأفضل ما في العالمين وهي فرصة أن يكون لديهم علاقات شخصية مع الآخرين في المكاتب، في حين يكونون أيضًا قادرين على جني الفوائد من العمل من المنزل مثل عدد أقل من الانحرافات.
وحيث أن التواصل لا يمكن القيام به بشكل شخصي، فإن المجموعات الافتراضية تتعلم التواصل بشكل متعمد أكبر وبمزيد من الوضوح، حيث أنها لا تستطيع أن تلفت انتباه أحد الزملاء.
والنتيجة هي أن أحد الفرق التي تتمتع بوحدة أكثر وضوحًا وقدرًا أقل من الانحرافات ومهارات اتصالات أفضل عند احتياجها لأشياء ستتم مناقشتها.